شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
55877 مشاهدة print word pdf
line-top
نصوص في الإنجيل تثبت أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله

[س 34]: هناك نصوص في الإنجيل تثبت أن عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله، وليس كما يدعي النصارى أنه ابن الله، مثال على ذلك: إنجيل متى الإصحاح (21) فقرة (11) يقول النص: فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من الناصرة الجليل.
إنجيل يوحنا الإصحاح (8) فقرة (40) يقول النص: ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.
إنجيل يوحنا الإصحاح (17) فقرة (3) يقول النص: وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته.
هل هذه حجة على النصارى حتى يؤمنوا ويعتقدوا أن عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله كما وصفه القرآن الكريم؟ وما توجيهكم- رفع الله درجتكم- إلى النصارى الذين يغلون في عيسى وهم بذلك يخالفون كتابهم الإنجيل، ويخالفون القرآن والعقل والفطرة التي فطر عليها البشر؟
الجواب: صحيح أن هذه نصوص جلية واضحة في أن عيسى -عليه السلام- عبد من خلق الله الذين أنشأهم وخلقهم كما يشاء، وقد مثله الله تعالى بآدم في قوله -عز وجل- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ولا شك أن عيسى -عليه السلام- إنما دعا إلى عبادة ربه لا إلى عبادة نفسه، وقد أخبر بني إسرائيل بأنه مرسل من ربه، وأنه أمرهم بعبادة الله الذي هو رب الجميع، وحيث إن النصارى الذين شاهدوا منه تلك المعجزات غلوا فيه بقولهم: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ أو بقولهم: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ فإنما حملهم على ذلك ما رأوا من المعجزات والآيات والبراهين التي أيده الله بها، مع أنها حصلت له بإذن الله تعالى لتبرهن على صدقه، كما أيد الله تعالى موسى -عليه السلام- بالمعجزات الدالة على أنه مرسل من ربه، فكان عليهم أن يقبلوا رسالته ويصدقوه في دعوته إلى توحيد الله تعالى، ونهيه عن الشرك والكفر، فأما اليهود -لعنهم الله تعالى- فقد رموا أمه بالبهتان، كما قال تعالى: وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وادعوا أنه ابن بغي ثم تسلطوا عليه، وراموا قتله، وشبه لهم وقبضوا على الشخص الذي شبه به فقتلوه، وظنوا أنهم قتلوا عيسى فردَّ الله عليهم بقوله: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ .
وبذلك بطل قول الطائفتين، وبقي القول الصحيح أنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. والله أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

line-bottom